من طرف rafiklife السبت 14 أغسطس 2010 - 10:31التلفزيون العربي السوري .. مأساة .. وهم عالقلب ..
المحامي ناصر الماغوط : كلنا شركاء 16 / 1 / 2005
لو كنت مذيعا تلفزيونيا وخيرت بين العمل في محطة تلفزيون الجزيرة أو السي إن إن
أو التلفزيون العربي السوري لما ترددت في اختيار التلفزيون السوري بغض النظر عن الراتب ، الله يلعن أبو المصاري ، المهم الراحة .
لأنني لو كنت مذيعا في أي محطة من محطات التلفزة المحترمة لكنت بحاجة لأن أكون مثقفا رزينا حاضر البديهة محاوراً جيداً جريئاً مطلعاً على الموضوع الذي سأحاور فيه وملابسي مرتبة وأنيقة وأنا شخصيا شو بدي بكل هذا هالتعب ووجع الراس ؟؟؟
إذ لا يحتاج المذيع في التلفزيون السوري إلى أي ثقافة رفيعة أو لملابس أنيقة ،
لأن كل راتب المذيع أصلا لا يشتري له طقماً لائقاً يرتديه أمام الكاميرا ..
يقولون لي اقرأ نشرة الأخبار فأقرأ ، حاور فلاناً واسأله الأسئلة المرفقة فأحاوره وصلى الله وبارك يمكن للمذيعة في التلفزيون السوري أن تطلع على الشاشة مباشرة بلباس المنزل ،
وبدون مكياج وهي تعلك وتتأفف من الراتب والعلاقات والتمييز فيما بينهن والتحرشات وأن تقول ما تشاء على الهواء مباشرة دون أي إحراج وكأنها تتحدث مع نفسها ودون أن يترك ذلك أي أثر على المشاهدين لأنه لا يوجد مشاهدين أصلاً !!!
منذ تأسيس التلفزيون السوري منذ أكثر من ألف عام ، لا زال هناك نفس المذيعين والمذيعات
ولكل منهم شكله الهندسي الخاص به : واحد رأسه مثل جرن الكبة ، ثان وجهه مثل شبه المنحرف ويصبغ شعره ، واحدة وجهها طفح ومرغرغة وختيارة ختيارة ، ثانية معجعجة تقف أمام الكاميرا مثل المذيعات اللبنانيات وتتلقى طلبات المشاهدين من الأغاني الشبابية و الولاّدية وتسأل المتصل الذي يقول لها عادة : معك فلان ،
فترد عليه قائلة : "أهلين فلان ، منين عم تحكينا" (بتسكين الحاء) لأنها سمعت المذيعات اللبنانيات يقلن هكذا فأعجبتها اللهجة وأحبت أن تقلدهن كي تبدو جميلة ومدلعنة مثلهن مع أنها من عمر ستهنَّ ، والغريب أن صيغة السؤال باللهجة اللبنانية غير مستعملة في سورية قلب العروبة النابض وعوضا عن "منين عم تحكينا" اللبنانية يوجد مرادفات سورية عديدة حسب كل منطقة ،
من تلك العبارات المستخدمة عندنا في سورية "منين عما تحاكينا أو عما تحكي معنا ؟
أو من وين عمَتحكي يا كر ؟ أو منين الهرج ؟ أو عجب منين عم تحجي يا بعد عيني أو بعد كلبي؟ وغيرها الكثير من اللهجات التي لم تسعفني الذاكرة لها ، أما "منين عم تحكينا" التي تقولها تلك المذيعة الختيارة أو بناتها الصبايا في إذاعة صوت الشباب فهذه ، وأيم الحق ،
لم أسمع بها ولم أعرفها قبل أن أشاهد المحطات اللبنانية .
ومن علائم الاستقرار في التلفزيون السوري هو استقرار المذيعين في أماكنهم فمذيع الأخبار يبقى مذيع أخبار ، ومذيعة المنوعات تبقى كذلك .
فمنذ وعيت على هذه الدنيا وصار عندنا تلفزيون وحتى اليوم الذي ركبت فيه دش استغنيت عم مشاهدة التلفزيون السوري وأنا أعرف ذات المذيعين الذين يتأتأون ويتأفأفون ويخرج الرذاذ من فمهم لشدة غضبهم من الإمبريالية والصهيونية أثناء تقديمهم لنشرات الأخبار .
وكم كنت أشفق عليهم حينما أشاهدهم يقرؤون الأخبار فيذكروني بمنظر الدجاجة التي تشرب ، وذلك قبل أن يسخر الله لهم اليابانيين الذين صنعوا لهم رولات تعرض الأخبار أمامهم فيقوم واحدهم بقراءتها على المشاهدين فيبدو وكأنه يحفظ الأخبار عن ظهر قلب بينما هو في الحقيقة
يقرأ من شريط أمامه مثل الشريط الذي نشاهده نحن على بعض المحطات في أسفل شاشة التلفزيون بشكل متواصل .
أيضا يوم كنت صغيراً ، ولم يكن يومها في بيتنا تلفزيون ، كنت أذهب إلى عند الجيران كل يوم خميس مساءً لأتفرج على برنامج ما يطلبه الجمهور الذي كان يعرض بعده أو قبله لا أذكر بالضبط مسلسلات رائعة من مثل مقالب غوار أو حمام الهنا ، أو صح النوم .
وليس لكم علي يمين لأحلفه ، حتى هذا التاريخ "سمعت" - لأني كما قلت ، بعد أن صار عندي من فضل الله ، دش لا أشاهد التلفزيون السوري ولا محطة من محطاته - أن ذات المذيعة لا زالت تقدم ذلك البرنامج وتحت نفس الاسم مع أن أولادها صاروا شباباً، وربما رزقوا بأولاد أيضاً .
بعد برنامج ما يطلبه المشاهدون المزمن الذي كان يعرض وفي يوم الخميس من ألفي عام أذكر أن سوفوكليس كان يتفرج على برنامج اسمه من الألف إلى الياء ويقدمه مذيع ختيار مكحكح ،
كنت أخشى أن تحل ساعته أثناء تقديم البرنامج ، وحتى يومنا هذا لا زال نفس البرنامج ونفس المذيع الختيار ونفس الشارة الموسيقية المتضمنة طائرة من العهد الإغريق استخدمها الإغريق في حرب طروادة .
لكن مؤخراً ، وللأمانة فقد تنبه القائمون على الإعلام في بلادنا إلى ضرورة التحديث والتصليح في التلفزيون ، لكن لم يقع فأس التحديث والتصليح إلا على راس المسكين الختيار صاحب برنامج
"من الألف إلى الياء" فألغوا له البرنامج ، وتفسيري الوحيد لإلغاء ذلك البرنامج كما أتوقع جازماً بالإذن من عماد فوزي الشعيبي المحلل السياسي الأول ، هو ربما لأنه قد يكون البرنامج العلمي الوحيد المفيد عندهم ، لذلك قرروا إلغاءه ، وللأمانة أنا لم أشاهده ولا حتى مرة في حياتي .
وذات عيد كنت أتفرج على المذيعة التي سجلت مقابلات من سوق الصالحية مع أطفال ذهبوا مع ذويهم لشراء ثياب العيد ، فدار الحوار التالي بين المذيعة وطفل :
المذيعة : مرحبا حبيبي
الطفل : أهلين
المذيعة : أنت بالمدرسة ؟
الطفل : بلى
المذيعة : شو بتروح بتساوي بالمدرسة ؟ "قطع"
لاحظوا هذه المذيعة الرائعة ذات الأسئلة الذكية التي تحاور طفلا ماذا يفعل في المدرسة ؟
هل يمكن أنه يبيع بطاطا هناك ؟
أما عن الدعايات في التلفزيون السوري فحدث ولا حرج ، لازال الأسلوب الغنائي الذي ترافقه الراقصات من عارضات الأزياء اللبنانيات في الدعاية هو السائد عندنا ، حتى أنه ما من علكة أو بالونة أو كيس بطاطا مقلية أو قطعة بسكويتة أو فوطه نسائية أو رجالية أو ولادية أو تنورة أو حذاء أو بويا أو فرشاية أو منظف أو معجون أو أي شيء أخر من الصناعات السورية الثقيلة إلا وهي مرتبطة في ذهن كل مواطن سوري بأغنية تمثل الدعاية الخاصة بها .
وكم أشعر بالنرفزة عندما تسيطر لا شعورياً علي أغنية من تلك الأغنيات وأجد نفسي أرددها رغما عني ، حتى أنني أحيانا أفيق بنص الليل لأمر ما ، وإذ بي أغني تلك الدعاية .
وبالمناسبة أنا لست مع ذلك الحاقد والموتور والذي يدعى حكم البابا، مع أنني شخصيا ، عدم المؤاخذة ، لا أعرفه ، ولا هو يعرفني ، لكنني أعرفه بالاسم من خلال مقالاته المغرضة عن التلفزيون السوري والتي أعتقد بأنها تشي بغيرة شديدة من مديره العام ، فتراه دائما يردد ساخرا "تلفزيون الأستاذ معن حيدر" مع أنه في الحقيقة هو تلفزيون أهل الرأي وأهل الرأي الآخر بامتياز ، لكن لأن أهل الرأي الآخر في بلادنا لم يولدوا بعد ، فهو مبدئيا ومرحليا تلفزيون أهل الرأي والحل والربط . ولا شك بأن ثمة وعد من نوع "جنتلمان" بأنه حالما يتم تشكل رأي آخر عندنا فلابد أنهم سوف يكملون العبارة
أخيرا لا ننسى أن نقول بأن التلفزيون السوري مثله مثل أي مؤسسة عامة من مؤسسات القطاع العام في بلادنا ، فهو طارد للكفاءات . بينما هو عنصر جذب لعديمي الكفاءات والخبرات .
فما من مذيع أو مذيعة وعلى وجه أحدهما لحسة ضوء حتى يتم جذبه من محطة محترمة فيتركنا أو تتركنا مخلفين ورائهم تلك العاهات والعجزة وغيرهم من اللبخات على القلب .
لذلك لا أنا ولا غيري نتفرج على التلفزيون السوري .. ولماذا نتفرج ؟؟
فمن أراد أن يشاهد أخبارا سياسية ، فثمة محطات محترمة ومحترفة جدا في نقل الخبر بذات اللحظة وعلى مدار الساعة ، ومن أراد الترفيه وأحب أن يحضر أغاني وفيديو كليبات فهناك العديد من المحطات التي تبث على مدار الساعة أحدث الأغاني ، ومن لا يحب أن يشاهد هذه الموجة الجديدة من الأغاني فثمة محطات خاصة بالأغاني القديمة والموسيقى الكلاسيكية ، ومن أراد أن يتابع أفلاما سينمائية قديمة أو حديثة ، عربية أو أجنبية ، فثمة محطات مختصة ببث الأفلام بمختلف أنواعها على مدار الساعة ، ومن يريد أن يشاهد برامج أطفال فثمة العديد من المحطات المختصة بذلك .
وبمعنى أنه من يريد أي نوع فهناك محطات لكل نوع على حدة أما من لا يريد أن يخض بدنه بمنظر مذيع أو مذيعة من العصر الحجري أو مذيعة شابة لا تمتلك ما يؤهلها لعملها سوى واسطتها ذات العيار الثقيل ، فننصحه بعدم مشاهدة التلفزيون السوري وأن ينصرف عنه لمشاهدة أي محطة عربية أخرى ، فينال ما يريده من التلفزيون ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أخيرا نطلب من الله أن يعين كل من ليس عنده دش ويرزقه كي يشتري دش ويتحرر من أشكال المذيعين ولغة الإعلام الموجه المهترئة في التلفزيون السوري .
المحامي ناصر الماغوط : كلنا شركاء 16 / 1 / 2005
لو كنت مذيعا تلفزيونيا وخيرت بين العمل في محطة تلفزيون الجزيرة أو السي إن إن
أو التلفزيون العربي السوري لما ترددت في اختيار التلفزيون السوري بغض النظر عن الراتب ، الله يلعن أبو المصاري ، المهم الراحة .
لأنني لو كنت مذيعا في أي محطة من محطات التلفزة المحترمة لكنت بحاجة لأن أكون مثقفا رزينا حاضر البديهة محاوراً جيداً جريئاً مطلعاً على الموضوع الذي سأحاور فيه وملابسي مرتبة وأنيقة وأنا شخصيا شو بدي بكل هذا هالتعب ووجع الراس ؟؟؟
إذ لا يحتاج المذيع في التلفزيون السوري إلى أي ثقافة رفيعة أو لملابس أنيقة ،
لأن كل راتب المذيع أصلا لا يشتري له طقماً لائقاً يرتديه أمام الكاميرا ..
يقولون لي اقرأ نشرة الأخبار فأقرأ ، حاور فلاناً واسأله الأسئلة المرفقة فأحاوره وصلى الله وبارك يمكن للمذيعة في التلفزيون السوري أن تطلع على الشاشة مباشرة بلباس المنزل ،
وبدون مكياج وهي تعلك وتتأفف من الراتب والعلاقات والتمييز فيما بينهن والتحرشات وأن تقول ما تشاء على الهواء مباشرة دون أي إحراج وكأنها تتحدث مع نفسها ودون أن يترك ذلك أي أثر على المشاهدين لأنه لا يوجد مشاهدين أصلاً !!!
منذ تأسيس التلفزيون السوري منذ أكثر من ألف عام ، لا زال هناك نفس المذيعين والمذيعات
ولكل منهم شكله الهندسي الخاص به : واحد رأسه مثل جرن الكبة ، ثان وجهه مثل شبه المنحرف ويصبغ شعره ، واحدة وجهها طفح ومرغرغة وختيارة ختيارة ، ثانية معجعجة تقف أمام الكاميرا مثل المذيعات اللبنانيات وتتلقى طلبات المشاهدين من الأغاني الشبابية و الولاّدية وتسأل المتصل الذي يقول لها عادة : معك فلان ،
فترد عليه قائلة : "أهلين فلان ، منين عم تحكينا" (بتسكين الحاء) لأنها سمعت المذيعات اللبنانيات يقلن هكذا فأعجبتها اللهجة وأحبت أن تقلدهن كي تبدو جميلة ومدلعنة مثلهن مع أنها من عمر ستهنَّ ، والغريب أن صيغة السؤال باللهجة اللبنانية غير مستعملة في سورية قلب العروبة النابض وعوضا عن "منين عم تحكينا" اللبنانية يوجد مرادفات سورية عديدة حسب كل منطقة ،
من تلك العبارات المستخدمة عندنا في سورية "منين عما تحاكينا أو عما تحكي معنا ؟
أو من وين عمَتحكي يا كر ؟ أو منين الهرج ؟ أو عجب منين عم تحجي يا بعد عيني أو بعد كلبي؟ وغيرها الكثير من اللهجات التي لم تسعفني الذاكرة لها ، أما "منين عم تحكينا" التي تقولها تلك المذيعة الختيارة أو بناتها الصبايا في إذاعة صوت الشباب فهذه ، وأيم الحق ،
لم أسمع بها ولم أعرفها قبل أن أشاهد المحطات اللبنانية .
ومن علائم الاستقرار في التلفزيون السوري هو استقرار المذيعين في أماكنهم فمذيع الأخبار يبقى مذيع أخبار ، ومذيعة المنوعات تبقى كذلك .
فمنذ وعيت على هذه الدنيا وصار عندنا تلفزيون وحتى اليوم الذي ركبت فيه دش استغنيت عم مشاهدة التلفزيون السوري وأنا أعرف ذات المذيعين الذين يتأتأون ويتأفأفون ويخرج الرذاذ من فمهم لشدة غضبهم من الإمبريالية والصهيونية أثناء تقديمهم لنشرات الأخبار .
وكم كنت أشفق عليهم حينما أشاهدهم يقرؤون الأخبار فيذكروني بمنظر الدجاجة التي تشرب ، وذلك قبل أن يسخر الله لهم اليابانيين الذين صنعوا لهم رولات تعرض الأخبار أمامهم فيقوم واحدهم بقراءتها على المشاهدين فيبدو وكأنه يحفظ الأخبار عن ظهر قلب بينما هو في الحقيقة
يقرأ من شريط أمامه مثل الشريط الذي نشاهده نحن على بعض المحطات في أسفل شاشة التلفزيون بشكل متواصل .
أيضا يوم كنت صغيراً ، ولم يكن يومها في بيتنا تلفزيون ، كنت أذهب إلى عند الجيران كل يوم خميس مساءً لأتفرج على برنامج ما يطلبه الجمهور الذي كان يعرض بعده أو قبله لا أذكر بالضبط مسلسلات رائعة من مثل مقالب غوار أو حمام الهنا ، أو صح النوم .
وليس لكم علي يمين لأحلفه ، حتى هذا التاريخ "سمعت" - لأني كما قلت ، بعد أن صار عندي من فضل الله ، دش لا أشاهد التلفزيون السوري ولا محطة من محطاته - أن ذات المذيعة لا زالت تقدم ذلك البرنامج وتحت نفس الاسم مع أن أولادها صاروا شباباً، وربما رزقوا بأولاد أيضاً .
بعد برنامج ما يطلبه المشاهدون المزمن الذي كان يعرض وفي يوم الخميس من ألفي عام أذكر أن سوفوكليس كان يتفرج على برنامج اسمه من الألف إلى الياء ويقدمه مذيع ختيار مكحكح ،
كنت أخشى أن تحل ساعته أثناء تقديم البرنامج ، وحتى يومنا هذا لا زال نفس البرنامج ونفس المذيع الختيار ونفس الشارة الموسيقية المتضمنة طائرة من العهد الإغريق استخدمها الإغريق في حرب طروادة .
لكن مؤخراً ، وللأمانة فقد تنبه القائمون على الإعلام في بلادنا إلى ضرورة التحديث والتصليح في التلفزيون ، لكن لم يقع فأس التحديث والتصليح إلا على راس المسكين الختيار صاحب برنامج
"من الألف إلى الياء" فألغوا له البرنامج ، وتفسيري الوحيد لإلغاء ذلك البرنامج كما أتوقع جازماً بالإذن من عماد فوزي الشعيبي المحلل السياسي الأول ، هو ربما لأنه قد يكون البرنامج العلمي الوحيد المفيد عندهم ، لذلك قرروا إلغاءه ، وللأمانة أنا لم أشاهده ولا حتى مرة في حياتي .
وذات عيد كنت أتفرج على المذيعة التي سجلت مقابلات من سوق الصالحية مع أطفال ذهبوا مع ذويهم لشراء ثياب العيد ، فدار الحوار التالي بين المذيعة وطفل :
المذيعة : مرحبا حبيبي
الطفل : أهلين
المذيعة : أنت بالمدرسة ؟
الطفل : بلى
المذيعة : شو بتروح بتساوي بالمدرسة ؟ "قطع"
لاحظوا هذه المذيعة الرائعة ذات الأسئلة الذكية التي تحاور طفلا ماذا يفعل في المدرسة ؟
هل يمكن أنه يبيع بطاطا هناك ؟
أما عن الدعايات في التلفزيون السوري فحدث ولا حرج ، لازال الأسلوب الغنائي الذي ترافقه الراقصات من عارضات الأزياء اللبنانيات في الدعاية هو السائد عندنا ، حتى أنه ما من علكة أو بالونة أو كيس بطاطا مقلية أو قطعة بسكويتة أو فوطه نسائية أو رجالية أو ولادية أو تنورة أو حذاء أو بويا أو فرشاية أو منظف أو معجون أو أي شيء أخر من الصناعات السورية الثقيلة إلا وهي مرتبطة في ذهن كل مواطن سوري بأغنية تمثل الدعاية الخاصة بها .
وكم أشعر بالنرفزة عندما تسيطر لا شعورياً علي أغنية من تلك الأغنيات وأجد نفسي أرددها رغما عني ، حتى أنني أحيانا أفيق بنص الليل لأمر ما ، وإذ بي أغني تلك الدعاية .
وبالمناسبة أنا لست مع ذلك الحاقد والموتور والذي يدعى حكم البابا، مع أنني شخصيا ، عدم المؤاخذة ، لا أعرفه ، ولا هو يعرفني ، لكنني أعرفه بالاسم من خلال مقالاته المغرضة عن التلفزيون السوري والتي أعتقد بأنها تشي بغيرة شديدة من مديره العام ، فتراه دائما يردد ساخرا "تلفزيون الأستاذ معن حيدر" مع أنه في الحقيقة هو تلفزيون أهل الرأي وأهل الرأي الآخر بامتياز ، لكن لأن أهل الرأي الآخر في بلادنا لم يولدوا بعد ، فهو مبدئيا ومرحليا تلفزيون أهل الرأي والحل والربط . ولا شك بأن ثمة وعد من نوع "جنتلمان" بأنه حالما يتم تشكل رأي آخر عندنا فلابد أنهم سوف يكملون العبارة
أخيرا لا ننسى أن نقول بأن التلفزيون السوري مثله مثل أي مؤسسة عامة من مؤسسات القطاع العام في بلادنا ، فهو طارد للكفاءات . بينما هو عنصر جذب لعديمي الكفاءات والخبرات .
فما من مذيع أو مذيعة وعلى وجه أحدهما لحسة ضوء حتى يتم جذبه من محطة محترمة فيتركنا أو تتركنا مخلفين ورائهم تلك العاهات والعجزة وغيرهم من اللبخات على القلب .
لذلك لا أنا ولا غيري نتفرج على التلفزيون السوري .. ولماذا نتفرج ؟؟
فمن أراد أن يشاهد أخبارا سياسية ، فثمة محطات محترمة ومحترفة جدا في نقل الخبر بذات اللحظة وعلى مدار الساعة ، ومن أراد الترفيه وأحب أن يحضر أغاني وفيديو كليبات فهناك العديد من المحطات التي تبث على مدار الساعة أحدث الأغاني ، ومن لا يحب أن يشاهد هذه الموجة الجديدة من الأغاني فثمة محطات خاصة بالأغاني القديمة والموسيقى الكلاسيكية ، ومن أراد أن يتابع أفلاما سينمائية قديمة أو حديثة ، عربية أو أجنبية ، فثمة محطات مختصة ببث الأفلام بمختلف أنواعها على مدار الساعة ، ومن يريد أن يشاهد برامج أطفال فثمة العديد من المحطات المختصة بذلك .
وبمعنى أنه من يريد أي نوع فهناك محطات لكل نوع على حدة أما من لا يريد أن يخض بدنه بمنظر مذيع أو مذيعة من العصر الحجري أو مذيعة شابة لا تمتلك ما يؤهلها لعملها سوى واسطتها ذات العيار الثقيل ، فننصحه بعدم مشاهدة التلفزيون السوري وأن ينصرف عنه لمشاهدة أي محطة عربية أخرى ، فينال ما يريده من التلفزيون ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أخيرا نطلب من الله أن يعين كل من ليس عنده دش ويرزقه كي يشتري دش ويتحرر من أشكال المذيعين ولغة الإعلام الموجه المهترئة في التلفزيون السوري .
