ألياف البوليستر :
أُعلن اكتشاف البوليستر بعد نجاح البولي أميد بثلاث سنوات أي عام 1941 و ذلك في بريطانيا , و قد أخذ الاسم التجاري تيرلين ( Terrylene ) , و بعدها اشترت شركة ( du-point ) الأمريكية حق الإنتاج ليظهر البوليستر باسم تجاري جديد عام 1950 هو الداكرون (Dacron ) .
و نتيجةً لخصائصه المميزة فقد انتشر إنتاج البوليستر ليحتل مركز الصدارة في إنتاج الألياف عالمياً .
و أما المادة المكونة لهذه الشعيرات الصنعية فهي سلاسل بوليميرية خطية تركيبية طويلة , حيث تحتوي على نسبة لا تقل عن 85% من وزنها من استر ثنائي الهيدروكسيل ) ( و حمض التريفتاليك .
و تتم البلمرة بعملية التكاثف المتعدد و ذلك في درجات حرارة عالية و بطرق مختلفة ( مستمرة - متقطعة - حالة صلبة ... ) و غالباً ما تكون البلمرة مستمرة مع مرحلة الغزل الانصهاري .
أما تشكل البوليمر الخطي فيتم بلمرته بإحدى الطريقتين :
1- طريقة تبادل أسترة : حيث يكون المونيمر الأول دي ميتيل (أو ايتيل) تريفتاليت
( di methyl or etheyl trephthalate ) والثاني هو الايتيلن غليكول (etheylen glycol ) و الذي يمكن استبداله بمركب :( dihydric alcohol ) .
2- الطريقة الايتيرية المباشرة : و يكون المونيمر المتفاعل مع الايتيلن غليكول هو حمض التريفتاليك terephthalic acid ) ).
و هناك مركبات مختلفة تعطي في الناتج النهائي لبلمرتها البوليستر ولكن الأكثر انتشاراً هو البولي ايتيلن تريفتاليت و الذي يرمز له PET
و في حال استخدام دي ميتيل تريفتالات و الذي يوجد بشكل أوفر و بحالة أكثر نقاءً من حمض التريفتاليك فإن ناتج البلمرة الثانوي سيكون مركب الميتانول :
إن درجة بلمرة البوليستر و التي يتم التحكم بها تعتمد على استعماله النهائي ؛ حيث أن المنتج الخاص بالاستخدامات الصناعية يكون له درجة بلمرة أكبر و وزن جزيئي أعلى و كذلك لزوجة أعلى و تتم العملية في حرارة أعلى , و هذا سينتج عنه زيادة في مستوى البلورية و التي تلعب الدور الأساسي في خصائص العزل لبنية الليف الناتج , إضافة إلى انخفاض ملحوظ في مرونة و استطالة البوليستر الناتج .
تقع الحدود العادية للوزن الجزيئي بين : 15000 – 20000 و تكون درجة حرارة البثق عادةً ما بين ْ280 c – 290 أما لزوجة القص للبوليمر فتكون منخفضة أي حوالي : 1000 – 3000 بواز (poise ) .
و من أهم الخواص المتعلقة بالبنية الداخلية هي درجة التوجّه أو الترتيب للبلورات و التي تتناسب مع سرعة التدوير في عمليات الغزل , و لكن ما تلبث أن تعطي السرعة الزائدة عن 7000 m/min تأثيرات معاكسة .
و تعطي عملية السحب البنية البلورية الفراغية النهائية للبوليمر و التي يتم تطبيقها في حرارة أعلى من درجة الانتقال البلوري أي بين ْ80 c –90 . كما أنها تسبب توجه أو ترتيب إضافي للبلورات .
و تتناسب كمية السحب مع الاستخدام النهائي و تتراوح بين : 6 - 3 مرات و يمكن أن تزيد عن ذلك في الألياف ذات المتانة العالية . و يمكن أن نضيف تحسناً في الخاصة البلورية أثناء الشد في مجال حرارة بين : .و من العوامل المؤثرة على الخاصة البلورية : كيفية توضع حلقات البنزن فراغياً.
2-2- عملية التشكيل الانصهاري للبوليستر :
بعد إجراء عملية البلمرة يتم ضخ السائل البوليميري المصهور إلى خزانات خاصة لتخليصه من فقاعات الهواء و من ثم إلى أجهزة البثق التي تنتهي بفونيات مؤلفة من ثقوب دقيقة تحدد أقطارها نمرة الشعيرات الناتجة , و التي تخرج على شكل حزمة من الشعيرات المستمرة حيث تتجمد تحت تأثير تيار من الهواء البارد يدفع عليها بعد خروجها من الفونية مباشرة .
و بعدها تجري عمليات المعالجة المتضمنة السحب على عدة مراحل و التجعيد لتعطي الشعيرات المستمرة و التي يمكن إجراء عملية تقطيع لها بحسب طول التيلة المطلوب .
طرق تشكيل البولي استر
2-3- البنية التركيبية للبوليستر :
إن أحد الخصائص المميزة للبوليستر تعود إلى حلقات البنزن في السلسلة البوليميرية , و يؤدي وجود الجزيء العطري إلى قوة في السلسلة و التي تمنع التشوه في المناطق الغير منتظمة و التي تنتج عن فعل ضعيف لقوى فاندرفالس بين السلاسل , و لهذا السبب فإن ألياف البوليستر من الصعب أن تكون بلورية تماماً و إنما يمكن اعتبارها أنها مكونة من مناطق بلورية و أخرى نصف موجهة وثالثة غير بلورية المجموعات العطرية و الكربوكسيلية و الجزيئات الاليفاتية متساوية تقريباً في الترتيب و تتواجد بشكل متلازم جانبي ,و عادة ما تكون مسافات الاستقرار بين الذرات في الجزيئات المتجاور عبارة عن مسافات اتصال بقوة فاندرفالس و ليس هناك أي دليل بنيوي على وجود روابط قوية بين الجزيئات .
إن درجة الانصهار العالية للبوليستر PET ( مقارنة مع البوليستر الأليفاتي ) كنتيجة لوجود الروابط الاستيرية .
و أما الترابط بين السلاسل فهو ناتج عن روابط هيدروجينية إضافة إلى قوى فاندرفالس و القوى الناتجة عن التفاعلات ثنائية القطبية , و نشوء القوى بين السلاسل يعزز القدرة على تشكيل شعيرات جيدة و على الميل إلى التبلور( ترتيب السلاسل الجزيئية ) , و هذه القوى التفاعلية تخلق قوى ربط متينة و تؤدي إلى مقاومة عالية للشد و الرطوبة و المحاليل و الصبغات .
أما المرونة الموجودة في الجزيئات فتعود بشكل أساسي إلى مجموعات الايتيلن .
و تتأثر بنية الشعيرات بشكل كبير ببارامترات عملية التشكيل كسرعة الغزل و عمليات السحب و سرعة و درجة التثبيت الحراري ....
فكلما ازداد الإجهاد المطبق على الشعيرات بزيادة السرعة في الغزل الانصهاري كلما تمددت الجزيئات بشكل أكبر مؤديةً إلى انتظامية بنية أعلى و قوة شد أكبر و استطالة أقل و توجّه بلوري بشكل أكبر .
و التأثير ذاته ينجزه السحب الحراري و الذي هو عبارة عن إطلاق الإجهاد الداخلي للجزيئات و التي تخفض الانكماش في الألياف و التي تؤمن ضبط بنية الجزيئات و بالتالي تقليل تغيرات الأبعاد .
2-4- الخصائص الميكانيكية :
تؤدي زيادة الوزن الجزيئي إلى زيادة في خصائص المتانة و الاستطالة المتبقية و مقاومة التقصف , و بوجود خصائص المرونة و النعومة و مقاومة الاحتكاك فإنه سيظهر في الليف قابلية تشابك الشعيرات مع بعضها بحيث تشكل كرات صغيرة على سطح الأقمشة ( الحبحبة ) و التي تعتبر مشكلة حقيقية تسئ إلى مظهرية القماش .
و لحل هذه المشكلة يمكن تعديل خصائص الألياف, إذ أن تخفيض الوزن الجزيئي سيؤثر على المتانة و المرونة و مقاومة الاحتكاك و بالتالي سيؤدي إلى تخفيض قابلية البوليستر لتشكيل الحبحبة , إلا أن انخفاض الوزن الجزيئي سيؤدي إلى انخفاض لزوجة الانصهار و بالتالي تقليل انتظامية الشعيرات الناتجة .
و يمكن رفع لزوجة الانصهار بإضافة مركبات ذات ارتباطات عرضية و غالباً ما تكون مجموعات هيدروكسيلية . كما أنه يمكن تقليل ارتباط السلاسل الجزيئية مع بعضها من خلال تقليل الشد بحيث أن ظاهرة التكور تقل أيضاً .
و من الخصائص التي يمكن إضافتها أيضاً : الثباتية ضد التجعد و التي تتحقق بزيادة حرارة التسخين أو تقليل نسبة السحب .
و يبين الجدول التالي الخصائص الفيزيائية و الميكانيكية للبوليستر :
شعيرات مستمرة شعيرات قصيرة
الخصائص متانة عادية
( a ) متانة عالية
( b ) متانة عادية
( c ) متانة عالية
( d )
متانة القطع N/tex 0.35-0.5 0.62-0.85 0.35-0.47 0.48-0.61
الاستطالة % 24-50 10-20 35-60 17-40
الرجوعية %, عند استطالة 5% 88-93 90 75-85 75-85
درجة التبلور الأولي N/texf 6.6-8.8 10.2-10.6 2.2-3.5 4.0-4.9
الوزن النوعي 1.38 1.39 1.38 1.38
الرطوبة المكتسبة % 0.4 0.4 0.5 0.4
حرارة الانصهار oC 258-263 260-265 258-263 258-263
2-5- الخصائص الحرارية و الضوئية :
و تعتمد على طرق الصناعة و على وجود المناطق البلورية و غير البلورية , و تقع نقطة الانتقال الحراري عند درجة 75 oC , أما مجال البلورة فهو عند الدرجة130 oC و الانصهار عند الدرجة 260 oC .
يتميز البوليستر بمقاومة جيدة للتحلل الحراري , و عند عمليات حرارية عادية يمكن أن تدخل نسبة محددة من مجموعات الكربوكسيل في بنية البوليمير , إلا أن استمرار تعريضه للحرارة العالية سيؤدي إلى ظهور اللون الأصفر نتيجة تشكل بولي ان الدهيد (poly enaldehydes ) من الإست ألدهيد ومن التحطم المتقدم للبولي فينيل استر و بعدها يستمر التحلل الحراري بفعل ميكانزمات جزيئية و جذرية مع دوران السلسلة عند مواضع الربط الاستيري .
كما أن تعرض الألياف لدرجة حرارة 150 oC لفترة طويلة من الزمن يفقدها 20 % من متانتها .
و بالإضافة إلى الثبات الحراري يتمتع البوليستر بمقاومة جيدة للأشعة الضوئية و ذلك نتيجة لوجود حلقة عطرية في بنيته الداخلية , و هذا ما يميزه عن غيره من البوليميرات كالبولي أوليفين , إلا أن تعرضه لفترات طويلة مع وجود رطوبة في الوسط سيفقده جزءاً من متانته نتيجة حدوث الأكسدة .
2-6- الخصائص الكيميائية :
تبدي ألياف البوليستر مقاومة جيدة للأحماض المعدنية الضعيفة حتى في درجة حرارة الغليان و لمعظم الأحماض القوية في درجة الحرارة العادية , و لكنها تنحل بشكل جزئي في حمض الكبريت المركز في الحرارة العادية و تذوب بشكل تام في الحرارة العالية .
أما مقاومته للقلويات الضعيفة فهي جيدة و لكنه حساس للقلويات القوية مثل هيدروكسيد الصوديوم الذي يعمل على تحفيز تفاعلات التميؤ و الميتيل أمين الذي يخترق البنية أولياً عبر المناطق الغير بلورية مسبباً إضعاف للروابط الاستيرية و بالتالي فقدان في الخصائص الفيزيائية .
و تستخدم سهولة التأثر هذه بالهجوم القلوي للتعديل الجمالي على الأقمشة في مراحل الإنهاء , حيث أنه يمكن إنتاج البنية المسامية على سطح الليف بهذه التقنية و التي تساهم في قابلية بلل أعلى و بالتالي خصائص استخدام أفضل .
يبدي البوليستر مقاومة جيدة للعوامل المؤكسدة كالمواد القاصرة (ماء أوكسجيني) و مقاومة لمركبات التنظيف و العناية و هو غير قابل للذوبان في أغلب المحلات كالبنزن و الأسيتون إلا أنه يذوب في الفينولات و في حمض الخل الهالوجيني .
كما أنه ينتبج في المحاليل المركزة من حمض البنزويك و الفينيل فينول و حمض السيلسيك .
تعتبر ألياف البوليستر من الألياف ضعيفة الألفة للماء و ذلك بسبب بنيتها الداخلية المنتظمة و عدم احتوائها على مجموعات هيدروفيلية , و هذا يعني محتواها من الرطوبة أقل و بالتالي قدرة على التجفيف بشكل أسرع و عزل أكبر و صعوبة الصباغة و ظهور الكهربائية الساكنة التي تسبب مشاكل أثناء التشغيل التكنولوجي ( سواء أثناء غزلها على شكل Staple fibers) ) أي شعيرات خصلية أو أثناء النسيج .
و لا تختلف خصائص المتانة بين الشعيرات الرطبة و الجافة و حتى المبتلة .
و يعتمد تأثر البوليستر بالتميؤ بشكل كبير على درجة الحرارة حيث أنه تم نقع مجموعات مختلفة من ألياف البوليستر التقليدية في الماء بدرجة حرارة 70 oC لعدة أسابيع و لم تبدي أي فقد في المتانة .
و لكن بعد أسبوع واحد في حرارة 100 oC المتانة انخفضت بمقدار : 20 % .
و يجدر بالذكر أن ألياف البوليستر محبة للزيوت مما يجعل تنظيفها أصعب و يساعد في ذلك وجود خاصية الكهربائية الساكنة .
و إضافة إلى ما ذكر فإن البوليستر يتمتع بمقاومة ممتازة للتعفن و الهجوم البكتيري.
أُعلن اكتشاف البوليستر بعد نجاح البولي أميد بثلاث سنوات أي عام 1941 و ذلك في بريطانيا , و قد أخذ الاسم التجاري تيرلين ( Terrylene ) , و بعدها اشترت شركة ( du-point ) الأمريكية حق الإنتاج ليظهر البوليستر باسم تجاري جديد عام 1950 هو الداكرون (Dacron ) .
و نتيجةً لخصائصه المميزة فقد انتشر إنتاج البوليستر ليحتل مركز الصدارة في إنتاج الألياف عالمياً .
و أما المادة المكونة لهذه الشعيرات الصنعية فهي سلاسل بوليميرية خطية تركيبية طويلة , حيث تحتوي على نسبة لا تقل عن 85% من وزنها من استر ثنائي الهيدروكسيل ) ( و حمض التريفتاليك .
و تتم البلمرة بعملية التكاثف المتعدد و ذلك في درجات حرارة عالية و بطرق مختلفة ( مستمرة - متقطعة - حالة صلبة ... ) و غالباً ما تكون البلمرة مستمرة مع مرحلة الغزل الانصهاري .
أما تشكل البوليمر الخطي فيتم بلمرته بإحدى الطريقتين :
1- طريقة تبادل أسترة : حيث يكون المونيمر الأول دي ميتيل (أو ايتيل) تريفتاليت
( di methyl or etheyl trephthalate ) والثاني هو الايتيلن غليكول (etheylen glycol ) و الذي يمكن استبداله بمركب :( dihydric alcohol ) .
2- الطريقة الايتيرية المباشرة : و يكون المونيمر المتفاعل مع الايتيلن غليكول هو حمض التريفتاليك terephthalic acid ) ).
و هناك مركبات مختلفة تعطي في الناتج النهائي لبلمرتها البوليستر ولكن الأكثر انتشاراً هو البولي ايتيلن تريفتاليت و الذي يرمز له PET
و في حال استخدام دي ميتيل تريفتالات و الذي يوجد بشكل أوفر و بحالة أكثر نقاءً من حمض التريفتاليك فإن ناتج البلمرة الثانوي سيكون مركب الميتانول :
إن درجة بلمرة البوليستر و التي يتم التحكم بها تعتمد على استعماله النهائي ؛ حيث أن المنتج الخاص بالاستخدامات الصناعية يكون له درجة بلمرة أكبر و وزن جزيئي أعلى و كذلك لزوجة أعلى و تتم العملية في حرارة أعلى , و هذا سينتج عنه زيادة في مستوى البلورية و التي تلعب الدور الأساسي في خصائص العزل لبنية الليف الناتج , إضافة إلى انخفاض ملحوظ في مرونة و استطالة البوليستر الناتج .
تقع الحدود العادية للوزن الجزيئي بين : 15000 – 20000 و تكون درجة حرارة البثق عادةً ما بين ْ280 c – 290 أما لزوجة القص للبوليمر فتكون منخفضة أي حوالي : 1000 – 3000 بواز (poise ) .
و من أهم الخواص المتعلقة بالبنية الداخلية هي درجة التوجّه أو الترتيب للبلورات و التي تتناسب مع سرعة التدوير في عمليات الغزل , و لكن ما تلبث أن تعطي السرعة الزائدة عن 7000 m/min تأثيرات معاكسة .
و تعطي عملية السحب البنية البلورية الفراغية النهائية للبوليمر و التي يتم تطبيقها في حرارة أعلى من درجة الانتقال البلوري أي بين ْ80 c –90 . كما أنها تسبب توجه أو ترتيب إضافي للبلورات .
و تتناسب كمية السحب مع الاستخدام النهائي و تتراوح بين : 6 - 3 مرات و يمكن أن تزيد عن ذلك في الألياف ذات المتانة العالية . و يمكن أن نضيف تحسناً في الخاصة البلورية أثناء الشد في مجال حرارة بين : .و من العوامل المؤثرة على الخاصة البلورية : كيفية توضع حلقات البنزن فراغياً.
2-2- عملية التشكيل الانصهاري للبوليستر :
بعد إجراء عملية البلمرة يتم ضخ السائل البوليميري المصهور إلى خزانات خاصة لتخليصه من فقاعات الهواء و من ثم إلى أجهزة البثق التي تنتهي بفونيات مؤلفة من ثقوب دقيقة تحدد أقطارها نمرة الشعيرات الناتجة , و التي تخرج على شكل حزمة من الشعيرات المستمرة حيث تتجمد تحت تأثير تيار من الهواء البارد يدفع عليها بعد خروجها من الفونية مباشرة .
و بعدها تجري عمليات المعالجة المتضمنة السحب على عدة مراحل و التجعيد لتعطي الشعيرات المستمرة و التي يمكن إجراء عملية تقطيع لها بحسب طول التيلة المطلوب .
طرق تشكيل البولي استر
2-3- البنية التركيبية للبوليستر :
إن أحد الخصائص المميزة للبوليستر تعود إلى حلقات البنزن في السلسلة البوليميرية , و يؤدي وجود الجزيء العطري إلى قوة في السلسلة و التي تمنع التشوه في المناطق الغير منتظمة و التي تنتج عن فعل ضعيف لقوى فاندرفالس بين السلاسل , و لهذا السبب فإن ألياف البوليستر من الصعب أن تكون بلورية تماماً و إنما يمكن اعتبارها أنها مكونة من مناطق بلورية و أخرى نصف موجهة وثالثة غير بلورية المجموعات العطرية و الكربوكسيلية و الجزيئات الاليفاتية متساوية تقريباً في الترتيب و تتواجد بشكل متلازم جانبي ,و عادة ما تكون مسافات الاستقرار بين الذرات في الجزيئات المتجاور عبارة عن مسافات اتصال بقوة فاندرفالس و ليس هناك أي دليل بنيوي على وجود روابط قوية بين الجزيئات .
إن درجة الانصهار العالية للبوليستر PET ( مقارنة مع البوليستر الأليفاتي ) كنتيجة لوجود الروابط الاستيرية .
و أما الترابط بين السلاسل فهو ناتج عن روابط هيدروجينية إضافة إلى قوى فاندرفالس و القوى الناتجة عن التفاعلات ثنائية القطبية , و نشوء القوى بين السلاسل يعزز القدرة على تشكيل شعيرات جيدة و على الميل إلى التبلور( ترتيب السلاسل الجزيئية ) , و هذه القوى التفاعلية تخلق قوى ربط متينة و تؤدي إلى مقاومة عالية للشد و الرطوبة و المحاليل و الصبغات .
أما المرونة الموجودة في الجزيئات فتعود بشكل أساسي إلى مجموعات الايتيلن .
و تتأثر بنية الشعيرات بشكل كبير ببارامترات عملية التشكيل كسرعة الغزل و عمليات السحب و سرعة و درجة التثبيت الحراري ....
فكلما ازداد الإجهاد المطبق على الشعيرات بزيادة السرعة في الغزل الانصهاري كلما تمددت الجزيئات بشكل أكبر مؤديةً إلى انتظامية بنية أعلى و قوة شد أكبر و استطالة أقل و توجّه بلوري بشكل أكبر .
و التأثير ذاته ينجزه السحب الحراري و الذي هو عبارة عن إطلاق الإجهاد الداخلي للجزيئات و التي تخفض الانكماش في الألياف و التي تؤمن ضبط بنية الجزيئات و بالتالي تقليل تغيرات الأبعاد .
2-4- الخصائص الميكانيكية :
تؤدي زيادة الوزن الجزيئي إلى زيادة في خصائص المتانة و الاستطالة المتبقية و مقاومة التقصف , و بوجود خصائص المرونة و النعومة و مقاومة الاحتكاك فإنه سيظهر في الليف قابلية تشابك الشعيرات مع بعضها بحيث تشكل كرات صغيرة على سطح الأقمشة ( الحبحبة ) و التي تعتبر مشكلة حقيقية تسئ إلى مظهرية القماش .
و لحل هذه المشكلة يمكن تعديل خصائص الألياف, إذ أن تخفيض الوزن الجزيئي سيؤثر على المتانة و المرونة و مقاومة الاحتكاك و بالتالي سيؤدي إلى تخفيض قابلية البوليستر لتشكيل الحبحبة , إلا أن انخفاض الوزن الجزيئي سيؤدي إلى انخفاض لزوجة الانصهار و بالتالي تقليل انتظامية الشعيرات الناتجة .
و يمكن رفع لزوجة الانصهار بإضافة مركبات ذات ارتباطات عرضية و غالباً ما تكون مجموعات هيدروكسيلية . كما أنه يمكن تقليل ارتباط السلاسل الجزيئية مع بعضها من خلال تقليل الشد بحيث أن ظاهرة التكور تقل أيضاً .
و من الخصائص التي يمكن إضافتها أيضاً : الثباتية ضد التجعد و التي تتحقق بزيادة حرارة التسخين أو تقليل نسبة السحب .
و يبين الجدول التالي الخصائص الفيزيائية و الميكانيكية للبوليستر :
شعيرات مستمرة شعيرات قصيرة
الخصائص متانة عادية
( a ) متانة عالية
( b ) متانة عادية
( c ) متانة عالية
( d )
متانة القطع N/tex 0.35-0.5 0.62-0.85 0.35-0.47 0.48-0.61
الاستطالة % 24-50 10-20 35-60 17-40
الرجوعية %, عند استطالة 5% 88-93 90 75-85 75-85
درجة التبلور الأولي N/texf 6.6-8.8 10.2-10.6 2.2-3.5 4.0-4.9
الوزن النوعي 1.38 1.39 1.38 1.38
الرطوبة المكتسبة % 0.4 0.4 0.5 0.4
حرارة الانصهار oC 258-263 260-265 258-263 258-263
2-5- الخصائص الحرارية و الضوئية :
و تعتمد على طرق الصناعة و على وجود المناطق البلورية و غير البلورية , و تقع نقطة الانتقال الحراري عند درجة 75 oC , أما مجال البلورة فهو عند الدرجة130 oC و الانصهار عند الدرجة 260 oC .
يتميز البوليستر بمقاومة جيدة للتحلل الحراري , و عند عمليات حرارية عادية يمكن أن تدخل نسبة محددة من مجموعات الكربوكسيل في بنية البوليمير , إلا أن استمرار تعريضه للحرارة العالية سيؤدي إلى ظهور اللون الأصفر نتيجة تشكل بولي ان الدهيد (poly enaldehydes ) من الإست ألدهيد ومن التحطم المتقدم للبولي فينيل استر و بعدها يستمر التحلل الحراري بفعل ميكانزمات جزيئية و جذرية مع دوران السلسلة عند مواضع الربط الاستيري .
كما أن تعرض الألياف لدرجة حرارة 150 oC لفترة طويلة من الزمن يفقدها 20 % من متانتها .
و بالإضافة إلى الثبات الحراري يتمتع البوليستر بمقاومة جيدة للأشعة الضوئية و ذلك نتيجة لوجود حلقة عطرية في بنيته الداخلية , و هذا ما يميزه عن غيره من البوليميرات كالبولي أوليفين , إلا أن تعرضه لفترات طويلة مع وجود رطوبة في الوسط سيفقده جزءاً من متانته نتيجة حدوث الأكسدة .
2-6- الخصائص الكيميائية :
تبدي ألياف البوليستر مقاومة جيدة للأحماض المعدنية الضعيفة حتى في درجة حرارة الغليان و لمعظم الأحماض القوية في درجة الحرارة العادية , و لكنها تنحل بشكل جزئي في حمض الكبريت المركز في الحرارة العادية و تذوب بشكل تام في الحرارة العالية .
أما مقاومته للقلويات الضعيفة فهي جيدة و لكنه حساس للقلويات القوية مثل هيدروكسيد الصوديوم الذي يعمل على تحفيز تفاعلات التميؤ و الميتيل أمين الذي يخترق البنية أولياً عبر المناطق الغير بلورية مسبباً إضعاف للروابط الاستيرية و بالتالي فقدان في الخصائص الفيزيائية .
و تستخدم سهولة التأثر هذه بالهجوم القلوي للتعديل الجمالي على الأقمشة في مراحل الإنهاء , حيث أنه يمكن إنتاج البنية المسامية على سطح الليف بهذه التقنية و التي تساهم في قابلية بلل أعلى و بالتالي خصائص استخدام أفضل .
يبدي البوليستر مقاومة جيدة للعوامل المؤكسدة كالمواد القاصرة (ماء أوكسجيني) و مقاومة لمركبات التنظيف و العناية و هو غير قابل للذوبان في أغلب المحلات كالبنزن و الأسيتون إلا أنه يذوب في الفينولات و في حمض الخل الهالوجيني .
كما أنه ينتبج في المحاليل المركزة من حمض البنزويك و الفينيل فينول و حمض السيلسيك .
تعتبر ألياف البوليستر من الألياف ضعيفة الألفة للماء و ذلك بسبب بنيتها الداخلية المنتظمة و عدم احتوائها على مجموعات هيدروفيلية , و هذا يعني محتواها من الرطوبة أقل و بالتالي قدرة على التجفيف بشكل أسرع و عزل أكبر و صعوبة الصباغة و ظهور الكهربائية الساكنة التي تسبب مشاكل أثناء التشغيل التكنولوجي ( سواء أثناء غزلها على شكل Staple fibers) ) أي شعيرات خصلية أو أثناء النسيج .
و لا تختلف خصائص المتانة بين الشعيرات الرطبة و الجافة و حتى المبتلة .
و يعتمد تأثر البوليستر بالتميؤ بشكل كبير على درجة الحرارة حيث أنه تم نقع مجموعات مختلفة من ألياف البوليستر التقليدية في الماء بدرجة حرارة 70 oC لعدة أسابيع و لم تبدي أي فقد في المتانة .
و لكن بعد أسبوع واحد في حرارة 100 oC المتانة انخفضت بمقدار : 20 % .
و يجدر بالذكر أن ألياف البوليستر محبة للزيوت مما يجعل تنظيفها أصعب و يساعد في ذلك وجود خاصية الكهربائية الساكنة .
و إضافة إلى ما ذكر فإن البوليستر يتمتع بمقاومة ممتازة للتعفن و الهجوم البكتيري.