فأعدت الدولة إثر ذلك خطة استراتيجية لاستغلال تلك الثروة، وإنشاء مدينة صناعية من أجل استيعاب الصناعات القائمة على الغاز، من ضمنها تسييل الغاز ومعالجته وتصديره، إضافة إلى الصناعات البتروكيماوية وتكرير المكثفات.
وتمخض عن هذه الاستراتيجية إنشاء ميناء راس لفان الذي يعتبر واحداً من أكبر المنشآت العالمية لتصدير الغاز الطبيعي المسال. وبحلول عام 1996 غادرت ميناء راس لفان أول شحنة من الغاز الطبيعي المسال. وقد بدأ أول استغلال لحقل غاز الشمال في عام 1991، وأطلق على المشروع اسم "مشروع ألفا" (Alpha Project)، وبلغ إجمالي الإنتاج منه في عام 2000 حوالي 800 مليون قدم مكعب وحوالي 50.000 برميل من المكثفات.
تضاعف الإنتاج
تكثفت عمليات استخراج الغاز وتضاعف الإنتاج خلال التسعينات ليصل إلى 4 أضعافه؛ ويسجل بذلك أسرع معدل نمو على مستوى المنطقة. وانعاستغفر اللهذلك بشكل إيجابي على اقتصاد البلاد ككل، حتى أن صندوق النقد الدولي الذي انضمت إليه قطر عام 1972، صنف قطر ضمن "أسرع اقتصاديات العالم نموا". وتعد قطر اليوم أحد أكبر ثلاث دول منتجة للغاز المعالج في العالم بعد إيران وروسيا، وتسعى لأن تكون أكبر منتج في العالم للغاز المسال.
وتتركز احتياطيات البلاد من الغاز الطبيعي بشكل رئيسي ضمن أربع مكامن في حقل غاز الشمال الواقع في مياه الخليج ، والذي تم اكتشافه بينما كان الخبراء الجيولوجيون لشركة "رويال دوتش شل" ينقبون عن النفط.
احتياطي ضخم
حسب الدراسات الجديدة التي أنجزتها "قطر للبترول"، فإن احتياطي حقل غاز الشمال يزيد على 900 تريليون قدم مكعب، بينما تزيد الاحتياطيات القابلة للاستخراج عن 380 تريليون قدم مكعب لتعادل تسعة أمثال التقديرات السابقة لاحتياطيات البلاد من النفط. وهذا الاحتياطي الضخم يتيح لقطر أن تظل منتجا عالميا للغاز بمعدل 10 مليارات قدم مكعب يوميا أو ما يعادل 50 مليون طن متري سنويا من الغاز المسال، وحوالي 400 ألف برميل يوميا من المكثفات ذات الأسعار العالية في سوق البترول العالمية ولمدة زمنية تصل إلى 260 عاماً. ارتفعت صادرات قطر من الغاز الطبيعي في عام 2000 إلى 18 مليون طن، وستصل إلى 40 مليون طن عام 2010 لتحتل المركز الأول بين مصدّري الغاز في العالم.
حقل الشمال
يقع الجزء الأكبر من حقل غاز الشمال في مواجهة الساحل الشمالي الشرقي لشبه جزيرة قطر. ويعتبر هذا الحقل الذي تبلغ مساحته حوالي 6 آلاف كيلو متر مربع باحتياطي مقداره 380 تريليون متر مكعب أكبر مخزون مفرد للغاز غير المصاحب في العالم. وهناك ثلاثة مشاريع قائمة لاستغلال حقل الشمال هي:
• شركة قطر للغاز المسال "قطر غاز"
• شركة راس لفان للغاز الطبيعي المسال "راس غاز"
• مشروع ألفا في حقل الشمال
وقد بلغ إنتاج مشروع ألفا خلال عام 2000، حوالي عشرة ملايين برميل من المكثفات و240 مليار قدم مكعب من الغاز، بينما بلغ إنتاج "قطر للغاز" عام 2000 حوالي تسعة عشر مليون برميل من المكثفات و435 مليار قدم مكعب من الغاز. ووصل إنتاج "راس غاز" إلى حوالي تسعة ملايين برميل من المكثفات و240 مليار قدم مكعب من الغاز. لقد استثمرت دولة قطر أكثر من 26 مليار دولار في مشاريع متعلقة بالغاز المسال. وتساهم هذه المشاريع في تطوير إنتاج مواد ومنتجات تحظى بطلب متزايد في الأسواق العالمية، مثل الامونيا واليوريا والإثيلين والبولي إثيلين والبولي بروبلين والبوليسترين.
مدينة راس لفان الصناعية
دخلت مدينة راس لفان الصناعية في عام 2003 عامها السادس في العمل، وقد صدرت من ميناء راس لفان حتى عام 2000 حوالي 400 شحنة من الغاز الطبيعي المسال. ويضم الميناء رصيفين لنقل الغاز المسال، ورصيفين لتحميل المنتجات السائلة والبتروكيماويات، ورصيفين لتحميل ناقلات البضائع الجافة، ورصيفين لشحن المعدات الثقيلة. إضافة إلى مباني الإدارة، يضم الميناء برجاً للمراقبة مزوداً برادار قصير وبعيد المدى للاتصال بالسفن، وأجهزة الرصد الجوي. وقد بلغت تكاليف إنشاء الميناء الذي افتتح عام 1997 حوالي بليوني دولار.
شركة قطر للغاز
أنشئت شركة قطر للغاز المسال المحدودة "قطر للغاز" سنة 1984، ووقعت أول اتفاقية لمبيعاتها في عام 1992. وتعتبر أول شركة يتم تأسيسها لتصنيع الغاز الطبيعي المسال (LNG) في دولة قطر، بإقامة وتشغيل مصنع لتسييل الغاز تبلغ طاقته التشغيلية السنوية حاليا 8 ملايين طن. ومن المقرر أن ترتفع هذه الطاقة إلى 9 ملايين طن بحلول عام 2005. والشركة مشروع مشترك بين شركة قطر للبترول (65%) وتوتال فينا إلف (10%) (TotalFinaElf) و"اكسون موبيل" (10%) (ExxonMobil) وميتسوي (7.5%) (Mitsui) و مؤسسة ماروبيني ( 7.5%) (Marubeni).
تقع منشآت الإنتاج والفصل والمعالجة البحرية التابعة لشركة قطر للغاز في حقل الشمال، على بعد حوالي 80 كلم شمال شرق اليابسة في منطقة يبلغ عمق المياه فيها حوالي 50 مترا. وتم حفر 20 بئراً في المناطق التابعة للشركة تنتج 1,450 مليون قدم مكعب من الغاز الخام في اليوم و55 ألف برميل من المكثفات. وقد وقعت قطر للبترول عام 2001 اتفاقا مع شركتين من إسبانيا وإيطاليا لإنجاز دراسة من أجل إقامة خط إنتاج رابع لشركة قطر غاز ستبلغ طاقته الإنتاجية حوالي 4,8 مليون طن من الغاز المسال سنويا.
شركة راس لفان
تأسست شركة راس لفان للغاز الطبيعي المسال المحدودة "راس غاز" عام 1993، كمشروع مشترك للعمل في مجال إنتاج ومعالجة وتسييل وتصدير الغاز الطبيعي المسال (LNG) والمكثفات وغيرها من المنتجات الهيدروكربونية. وتشترك في ملكيتها كل من شركة قطر للبترول (63 %) ومؤسسة موبيل كيو ام غاز (Mobil QM) التابعة لشركة اكسون موبيل (ExxonMobil) الأمريكية (25 %) وشركة ايتوشوا (Itochuand) اليابانية (4 %) ونيشو ايواي (Nissho Iwai) اليابانية (3 %) وشركة كوجاز (KOGAS) الكورية (5 %)
وتعتبر هذه الشركة التي بلغت تكاليف إنشائها حوالي 3,3 مليار دولار أمريكي، الثانية في إنتاج الغاز المسال. وتمتلك حاليا خطي إنتاج بطاقة تصميمية مقدارها 2,5 مليون طن سنويا لكل خط إنتاج، وفي وسعها إنتاج 6,6 مليون طن سنويا من هذين الخطين. وفي شهر يونيو / حزيران من عام 1997 أبرمت شركة "راس غاز" اتفاقية بيع وشراء (SPA) لمدة 25 سنة لبيع 4,8 مليون طن متري سنويا من الغاز الطبيعي المسال إلى شركة كوجاز (KOGAS) الكورية. كما تم الاتفاق على تزويد شركة بترونت الهندية (Petronet) بـ 7,5 مليون طن متري سنويا من الغاز المسال، ابتداء من عام 2003 ولمدة 25 سنة.
مصنع الغاز الطبيعي
تدير هذا المصنع شركة راس لفان، وهو مشروع مشترك بين قطر للبترول (70 %) وشركة اكسون موبيل (Exxon Mobil) الأميركية30 %. وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمصنع حوالي 4,7 مليون طن من الغاز سنويا و80 ألف طن من المنتجات البترولية عالية الكثافة يوميا.
مشروع دولفين
يهدف هذا المشروع، الذي يتراوح حجم استثمارته ما بين 8-10 مليار دولار ومدة إنشائه من ست إلى سبع سنوات، إلى إيجاد تكامل اقتصادي بين دول مجلس التعاون الخليجي. وقد وقعت دولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة على اتفاق لتصدير الغاز إلى الإمارات وعُمان بما يتراوح ما بين 300 و600 مليون قدم مكعب يوميا.